حول تربية الأطفال وتعليم الجهال
لِسَمَاحَةِ الشَّيْخِ العَلَّامَةِ
عَبْدِ اللَّـهِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ جِبْرِيْنٍ
قام بتنسيق المقال ونشره :
سَلْمَانُ بْنُ عَبْدِ القَادِرِ أبُوْ زَيْدٍ
ـ عَامَلَهُ اللَّـهُ بِلُطْفِهِ الْخَفِيْ،آمين ـ
ومن رعى غنما في أرض مسبعة * * * ونــام عنهــا تــولى رعيهـا الأسـد
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : « أقعد ناحية » وقال لها : « اقعدي ناحية » ، وقال : « ادعواها » فمالت الصبية إلى أمها ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : « اللهم اهدها » فمالت إلى أبيها فأخذها . رواه أبو داود ([1]). ولنا : أنها ولاية ، فلا تثبت لكافر على مسلم ، كولاية النكاح والمال ، ولأنها إذا لم تثبت للفاسق فالكافر أولى ، فإن ضرره أكثر ، فإنه يفتنه عن دينه ويخرجه عن الإسلام بتعليمه الكفر وتزيينه له ، وتربيته عليه ، وهذا أعظم الضرر . والحضانة إنما تثبت لحظ الولد ، فلا تشرع على وجه يكون فيه هلاكه وهلاك دينه . فأما الحديث فقد روي على غير هذا الوجه ، ولا يثبته أهل النقل ، وفي إسناده مقال . قال ابن المنذر([2]) : ويحتمل أن النبي صلى الله عليه وسلم علم أنها تختار أباها بدعوته ، فكان ذلك خاصا في حقه " ا هـ .
([1]) هو في سنن أبي داود في كتاب الطلاق برقم 2244 ، ورواه أيضا النسائي في سننه (المجتبى) 6 / 185 ، وابن ماجه في الأحكام برقم 2352 من طرق عن عبد الحميد بن جعفر ، عن أبيه به . وعند ابن ماجه : عن عبد الحميد بن سلمة . وجعل النسائي المولود ذكرا ، وكذا عند ابن ماجه . وذكر المزي أن رافع بن سنان هو جد جد عبد الحميد ؛ فيكون الحديث مرسلا أو منقطعا . وذكره البوصيري في الزوائد وقال : عبد الحميد وأبوه وجده مجهولون .