التَّهْنِئَةَ بِالْعِيدِ
ذَهَبَ جُمْهُورُ الْفُقَهَاءِ إِلَى مَشْرُوعِيَّةِ التَّهْنِئَةِ بِالْعِيدِ مِنْ حَيْثُ الْجُمْلَةُ . فَقَالَ صَاحِبُ الدُّرِّ الْمُخْتَارِ - مِنَ الْحَنَفِيَّةِ - إِنَّ التَّهْنِئَةَ بِالْعِيدِ بِلَفْظِ " يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَّا وَمِنْكُمْ " لا تُنْكَرُ . وَعَقَّبَ ابْنُ عَابِدِينَ عَلَى ذَلِكَ بِقَوْلِهِ : إِنَّمَا قَالَ - أَيْ صَاحِبُ الدُّرِّ الْمُخْتَارِ - كَذَلِكَ لأَنَّهُ لَمْ يُحْفَظْ فِيهَا شَيْءٌ عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ وَأَصْحَابِهِ ، وَقَالَ الْمُحَقِّقُ ابْنُ أَمِيرِ حَاجٍّ : بَلِ الأَشْبَهُ أَنَّهَا جَائِزَةٌ مُسْتَحَبَّةٌ فِي الْجُمْلَةِ ، ثُمَّ سَاقَ آثَارًا بِأَسَانِيدَ صَحِيحَةٍ عَنِ الصَّحَابَةِ فِي فِعْلِ ذَلِكَ ، ثُمَّ قَالَ : وَالْمُتَعَامَلُ فِي الْبِلادِ الشَّامِيَّةِ وَالْمِصْرِيَّةِ : عِيدٌ مُبَارَكٌ عَلَيْكَ وَنَحْوُهُ ، وَقَالَ : يُمْكِنُ أَنْ يُلْحَقَ بِذَلِكَ فِي الْمَشْرُوعِيَّةِ وَالاسْتِحْبَابِ لِمَا بَيْنَهُمَا مِنَ التَّلازُمِ ، فَإِنَّ مَنْ قُبِلَتْ طَاعَتُهُ فِي زَمَانٍ كَانَ ذَلِكَ الزَّمَانُ عَلَيْهِ مُبَارَكًا ، عَلَى أَنَّهُ قَ...