في الحصر والاختصاص

الإتقان في علوم القرآن - (1 / 284)
النوع الخامس والخمسون في الحصر والاختصاص
ما الحصر ويقال له القصر فهوتخصيص أمر بآخر بطريق مخصوص.
 ويقال أيضاً إثبات الحكم للمذكور ونفيه عما عداه.
 وينقسم إلى قصر الموصوف على الصفة، وقصر الصفة على الموصوف.
وكل منهما إما حقيقي وإما مجازي. 


مثال قصر الموصوف على الصفة حقيقياً نحو: ما زيد إلا كاتب: أي لا صفة له غيرها، وهوعزيز لا يكاد يوجد لتعذر الإحاطة بصفات الشيء حتى يمكن إثبات شيء منها ونفي ما عداها بالكلية، وعلى عدم تعذرها يبعد أن تكون للذات صفة واحدة ليس لها غيرها، ولذا لم يقع في التنزيل، ومثاله مجازياً وما محمد إلا رسول أي أنه مقصور على الرسالة لا يتعداها إلى التبري من الموت الذي هومن شأن الإله. 

ومثال قصر الصفة على الموصوف حقيقياً لا إله إلا الله ومثاله مجازياً قل لا أجد فيما أوحى إلى محرماً على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة) الآية، لما قال الشافعي فيما تقدم نقله من أسباب النزول أن الكفار لما كانوا يحلون الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله وكانوا يحرمون كثراً من المباحات وكانت سجيتهم تخالف وضع الشرع ونزلت الآية مسوقة بذكر شبههم في البحيرة والسائبة والوصيلة والحامي وكان الغرض إبانة كذبهم، فكأن قال: لا حرام إلا ما أحللتموه، والغرض الرد عليهم والمضادة لا الحصر الحقيقي، وقد تقدم بأبسط من هذا. 

وينقسم الحصر باعتبار آخر إلى ثلاثة أقسام: قصر إفراد، وقصر قلب، وقصر تعيين. 

فالأول: يخاطب به من يعتقد الشركة نحو إنما الله إله واحد خوطب به نمرود الذي اعتقد أنه هو المحيي المميت دون الله إلا أنهم هم ال يعتقد اشتراك الله والأصنام في الألوهية. 

والثاني: يخاطب به من يعتقد إثبات الحكم لغير من أثبته المتكلم له نحو ربي الذي يحيي ويميت خوطب به نمرود الذي اعتقد أنه هو المحيي المميت دون الله ألا إنهم هم السفهاء خوطب به من اعتقد من المنافقين أن المؤمنين سفهاء دونهم وأرسلناك للناس رسولاً خوطب به من يعتقد من اليهود اختصاص بعثته بالعرب. 

والثالث: يخاطب به من تساوى عنده الأمران فلم يحكم بإثبات الصفة لواحد بعينه ولا لواحد بإحدى الصفتين بعينها.

الكتاب : الإتقان في علوم القرآن
المؤلف : جلال الدين السيوطي
مصدر الكتاب : موقع الوراق
http://www.alwarraq.com

Popular posts from this blog

Contoh Terjemah Akte Kelahiran dalam bahasa arab

Contoh Surat Keterangan Aktif belajar dalam Bahasa Arab

من أخطأ الطريق ضل، ولا ينال المقصود؛ قلّ أو جل