إشارة لطيفة:
إشارة لطيفة:
لما تولى الأمر عمر بن عبد العزيز كتب إلى الحسن البصري أن أعني بأصحابك فكتب إليه الحسن البصري أما طالب الدنيا فلا ينصح لك، وأما طالب الآخرة فلا يرغب فيك، ولا يجوز للسلطان أن يسلم وزارته ولا عملاً من أعماله إلى من ليس بأهل فإن سلم الأعمال إلى ذلك الرجل فقد أفسد ملكه وظهر له الخلل الوافر من كل وجه ومن كل جانب كما قال الشاعر:
ظهَر التخلخُلُ مِن أساسِ الحائطِ | | البيتُ إذا مـا حـانَ خَـرَابـه |
ولُوا الأمورَ لكُلِ فدم سـاقـطِ | | وإذا تولىَ المُلكُ غير رِجـالـهُ |
وينبغي لمن خدم الملوك أن يكون كما قال الشاعر:
مِن التوقِي اعـزَ مـلـبـس | | إذا خدمَت الملوكَ فـالـبـس |
واخرُج إذا ما خرجَت أخرسَ | | وأدخُل إذا ما دخلَت أعـمـى |
وأما من تبسط مع السلطان فقد ظلم نفسه ولو كان ولد السلطان فليس للانبساط معهم في خدمتهم وجه كقول الشاعر:
وخف مِنه إن أحبَبَت رأسك تسلمُ | | إذا كُنت للسُلطَانِ نجـلاً فـداره |