وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم - (ج 1 / ص 13)
قوله: (أعوذ بالله) لفظه الخبر ومعناه الدعاء، والتقدير: اللهم أعذني، ألا ترى أنه قال: { وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم } كقوله: "أستغفر الله" أي اللهم أغفر لي،
والدليل عليه أن قوله: { أعوذ بالله } إخبار عن فعل العبد ، وهذا القدر لا فائدة فيه إنما الفائدة في أن يعيذه الله، فما السبب في أنه قال: "أعوذ بالله" ولم يقل أعذني؟
والجواب أن بين الرب وبين العبد عهداً كما قال تعالى: { وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ ?للَّهِ إِذَا عَـ?هَدتُّمْ }[النحل:91]
وقال:{ وَأَوْفُواْ بِعَهْدِى أُوفِ بِعَهْدِكُمْ }[البقرة:40] فكأن العبد يقول أنا مع لؤم الإنسانية ونقص البشرية وفيت بعهد عبوديتي حيث قلت: "أعوذ بالله" فأنت مع نهاية الكرم وغاية الفضل والرحمة أولى بأن تفي بعهد الربوبية فتقول: إني أعيذك من الشيطان الرجيم.