رَبَّنَا إِنَّنَا آَمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ
الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آَمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (16) الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ (17)
قوله عز وجل : { الصَّابِرِينَ } فيه ثلاثة تأويلات :
أحدها : الصابرين عما نهوا عنه من المعاصي .
والثاني : يعني في المصائب .
والثالث : الصائمين .
ويحتمل رابعاً : الصابرين عما زُيِّن للناس من حب الشهوات .
{ وَالصَّادِقِينَ } فيه وجهان :
أحدهما : في قولهم .
والثاني في القول والفعل والنيَّة ، والصدق في القول : الإخبار بالحق ، والصدق في الفعل : إتمام العمل ، والصدق في النية : إمضاء العزم .
{ وَالْقَانِتِينَ } فيه تأويلان :
أحدهما : يعني المطيعين ، قاله قتادة .
والثاني : معناه القائمون على العبادة ، قاله الزجاج .
{ والْمُنفِقِينَ } فيه تأويلان :
أحدهما : في الجهاد .
والثاني : في جميع البِرِّ .
{ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بالأْسْحَارِ } فيه ثلاثة تأويلات :
أحدها يعني المصلين بالأسحار ، قاله قتادة .
والثاني : أنهم المستغفرون قولاً بالأسحار يسألون الله تعالى المغفرة ، قاله ابن عمر ، وابن مسعود وأنس بن مالك .
والثالث : أنهم يشهدون الصبح في جماعة ، قاله زيد بن أسلم . والسحر من الليل هو قبيل الفجر .