أول رائد فضاء في التاريخ هو من المسلم طبعا
" أول رائد فضاء في التاريخ" (عباس بن فرناس)
" تفرد العلم الإسلامي بأنه لم ينفصل عن الدين قط، والواقع أن الدين كان
ملهمه وقوته الدافعة الرئيسة، ففي الإسلام ظهر العلم لإقامة الدليل على الألوهية"
(روم رولان)
"نحن مدينون للمسلمين بكل محامد حضارتنا في العلم والفن والصناعة، وحسب
المسلمين أنهم كانوا مثالًا للكمال البشري، بينما كنا مثالًا للهمجية"
(ليوبولد فايس)
"إن ما يدين به علمنا لعلم العرب ليس فيما قدموه لنا من كشوف مدهشة ونظريات
مبتكرة فحسب، بل إنه مدين لهم بوجوده ذاته"
(بريفولت)
"إن انتصارات المسلمين العلمية المتلاحقة جعلت منهم سادة للشعوب المتحضرة،
لدرجة تجعلها أعظم من أن تُقارَن بغيرها"
(زيغريد هونكه)
"من أراد الدليل فليقرأ القرآن وما فيه من نظرات ومناهج علمية، وقوانين
اجتماعية، وإذا طُلبَ مني أن أحدّد معنى الإسلام فإني أحدده بهذه العبارة: الإسلام
هو الحضارة! "
(ويلز)
"ما يدرينا أن يعود العقل الإسلامي الوَلود إلى إبداع الحضارة من جديد؟
فإذا كان المسلمون يمرون الآن بمرحلة انحدار حضاري، فإن أوروبا المتعجرفة نفسها كانت
كذلك قبل نهوضها"
(رينان)
"أيها المسلمون! ما دام كتابكم المقدس عنوان نهضتكم موجودًا بينكم، وتعاليم
نبيكم محفوظة عندكم، فارجعوا إلى الماضي لتؤسسوا المستقبل"
(غريسيب)
لعل هذا
العالم الإسلامي العظيم -عباس بن فرناس- كان من بين الأسباب الرئيسية التي دفعتني إلى
كتابة هذا الكتاب! فقصة عباس بن فرناس بالذات تلخص حكاية الحضارة الإسلامية بأكملها،
فهذا العالم البربري ظهر في الأندلس منبع الحضارة الإنسانية، وكغيره من باقي علماء
الإسلام أبدع عباس ابن فرناس في كل شيء، فالذي لا يعرفه الكثير منا أن ابن فرناس لم
يكن أول رائد فضاء في التاريخ فحسب، بل كان هذا العالم الإسلامي العبقري شاعرًا مفوَّهًا
وفقيهًا ورِعًا وفلكيًا وطبيبًا وصيدليًا ورياضيًا وكيميائيًا وفيزيائيًا وفيلسوفًا
ونحويًا ومخترعًا! فكان أول إنسان في التاريخ يخترع صناعة الزجاج من الحجارة والرمل،
واخترع ابن فرناس أيضًا "المنقالة" (آلة لحساب الزمن)، واخترع "ذات
الحلق" (آلة للرصد الفلكي)، وكان سقف بيت هذا الإنسان العبقري عبارة عن قبة عجيبة
صممها على هيئة السماء بنجومها وغيومها وبروقها ورعودها والشمس والقمر والكواكب كما
ذكر (الزركلي) وغيره من المؤرخين والمترجمين لحياة عباس بن فرناس، ولكن الأهم في قصة
عباس بن فرناس أنها قصة تتلخص فيها نظرية "الغزو التاريخي"، فتاريخ هذا العالم
الإسلامي العبقري تعرض للتشويه والتزوير بشكل مخيف للغاية، لدرجة تحول فيها هذا العالم
الإسلامي العظيم إلى مجرد رجلٍ مجنون!
وبغض النظر
عن تلك التجربة الرائدة في عالم الطيران، وبغض النظر عن أن عباس بن فرناس نجح بالطيران
وحلق في سماء قرطبة قبل أن يهبط على الأرض من دون أن يموت (على عكس ما تعلمناه في مدارسنا)،
فإني في الحقيقة أشفق على أمثال أولئك الشباب المهزومين داخليًا، والذين فقدوا احترامهم
لأنفسهم قبل أن يفقدوه من الآخرين، إلا أنني لا أضع كل اللوم على أولئك المساكين، بل
أضعه على عاتق علمائنا الذين أهملوا الجانب التاريخي للحضارة الإسلامية، ولذلك فإننا
سنحاول من خلال ذكر قصة بطلنا الإسلامي القادم أن نبين عظم الخديعة الكبرى التي نعيشها
أنا وأنت، ومدى التزييف التاريخي الفظيع الذي لحق بتاريخ البشرية بشكل عام، قبل أن
يلحق بتاريخ الإسلام بشكلٍ خاص!
فإذا كنت
تعتقد أن (كريستوفر كولومبوس) هو الذي اكتشف أمريكا، فما عليك إلا أن تنزل من طائرة
ابن عباس التي طرنا بها إليه، لتستقل هذه المرة سفينة التاريخ الإسلامية، لنبحر بها
سويةً إلى بحر "مرمرة" نحو تركيا، فنرسوا هناك في ميناء مدينةٍ تركيةٍ يقال
"غاليبولي" حيث وُلد عظيمنا القادم!
مائة من عظماء أمة
الإسلام غيروا مجرى التاريخ (ص: 279)
الكتاب: مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
المؤلف: جهاد التُرباني
تقديم: الشيخ محمد بن عبد الملك الزغبي
الناشر: دار التقوى للطبع والنشر والتوزيع، القاهرة - جمهورية مصر العربية
الطبعة: الأولى، 1431 هـ - 2010 م
عدد
الأجزاء: 1