التربية بالعادة

العادة -كما أشرنا من قبل- تؤدي مهمة خطيرة في حياة البشرية. فهي توفر قسطًا كبيرًا من الجهد البشري -بتحويله إلى عادة سهلة ميسرة- لينطلق هذا الجهد في ميادين جديدة من العمل والإنتاج والإبداع. ولولا هذه الموهبة التي أودعها الله في فطرة البشر،
لقضوا حياتهم -كما قلنا- يتعلمون المشي أو الكلام أو الحساب!
ولكنها على عظم مهمتها في حياة الإنسان تنقلب إلى عنصر معوق معطل، إذا فقدت كل ما فيها من "وعي" وأصبحت أداء آليًّا لا تلتفت إليه النفس، ولا ينفعل به القلب.
والإسلام يستخدم العادة وسيلة من وسائل التربية، فيحول الخير كله إلى عادة، تقوم بها النفس بغير جهد، وبغير كد، وبغير مقاومة.
وفي الوقت ذاته يحول دون الآلية الجامدة في الأداء، بالتذكير الدائم بالهدف المقصود من العادة، والربط الحي بين القلب البشري وبين الله. رابطًا تسري فيه الإشعاعة المنيرة إلى القلب، فلا ترين عليه الظلمات.
منهج التربية الإسلامية (1/ 200)
الكتاب: منهج التربية الإسلامية
المؤلف: محمد بن قطب بن إبراهيم
الناشر: دار الشروق
الطبعة: السادسة عشرة
عدد الأجزاء: 2

Popular posts from this blog

Contoh Terjemah Akte Kelahiran dalam bahasa arab

Contoh Surat Keterangan Aktif belajar dalam Bahasa Arab

من أخطأ الطريق ضل، ولا ينال المقصود؛ قلّ أو جل