أدلة تَقْسِيمِ الْبِدْعَةِ إِلَى الأَحْكَامِ الْخَمْسَةِ
وَاسْتَدَلُّوا لِرَأْيِهِمْ فِي تَقْسِيمِ الْبِدْعَةِ
إِلَى الأَحْكَامِ الْخَمْسَةِ بِأَدِلَّةٍ مِنْهَا
:
( أ
) قَوْلُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي صَلاةِ التَّرَاوِيحِ جَمَاعَةً فِي الْمَسْجِدِ
فِي رَمَضَانَ نِعْمَتِ
(1)قواعد الأحكام للعز بن
عبد السلام 2 / 172 ط الاستقامة ، والحاوي للسيوطي 1 / 539 ط محيي الدين ، وتهذيب الأسماء
واللغات للنووي 1 / 22 القسم الثاني ط المنيرية ، وتلبيس إبليس لابن الجوزي ص 16 ط
المنيرية ، وحاشية ابن عابدين 1 / 376 ط بولاق ، والباعث على إنكار البدع والحوادث
لأبي شامة ص 13 ـ 15 ط المطبعة العربية ،
(2)قواعد الأحكام 2 /
172 ، والفروق 4 / 219 .
______________________________________________________
الْبِدْعَةُ هَذِهِ (1) . فَقَدْ رُوِيَ عَنْ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ الْقَارِيِّ أَنَّهُ قَالَ : خَرَجْتُ مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لَيْلَةً فِي رَمَضَانَ إِلَى الْمَسْجِدِ ، فَإِذَا النَّاسُ
أَوْزَاعٌ مُتَفَرِّقُونَ ، يُصَلِّي الرَّجُلُ لِنَفْسِهِ ، وَيُصَلِّي الرَّجُلُ
فَيُصَلِّي بِصَلاتِهِ الرَّهْطُ . فَقَالَ عُمَرُ : إِنِّي أَرَى لَوْ جَمَعْتُ هَؤُلاءِ
عَلَى قَارِئٍ وَاحِدٍ لَكَانَ أَمْثَلَ ، ثُمَّ عَزَمَ ، فَجَمَعَهُمْ عَلَى أُبَيِّ
بْنِ كَعْبٍ ، ثُمَّ خَرَجْتُ مَعَهُ لَيْلَةً أُخْرَى ، وَالنَّاسُ يُصَلُّونَ بِصَلاةِ
قَارِئِهِمْ ، قَالَ عُمَرُ : نِعْمَ الْبِدْعَةُ هَذِهِ ، وَالَّتِي يَنَامُونَ عَنْهَا
أَفْضَلُ مِنَ الَّتِي يَقُومُونَ . يُرِيدُ آخِرَ اللَّيْلِ . وَكَانَ النَّاسُ يَقُومُونَ
أَوَّلَهُ .
( ب
) تَسْمِيَةُ ابْنِ عُمَرَ صَلاةَ الضُّحَى جَمَاعَةً فِي الْمَسْجِدِ بِدْعَةً ، وَهِيَ
مِنَ الأُمُورِ الْحَسَنَةِ . رُوِيَ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ : دَخَلْتُ أَنَا وَعُرْوَةُ
بْنُ الزُّبَيْرِ الْمَسْجِدَ ، فَإِذَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ جَالِسٌ إِلَى
حُجْرَةِ عَائِشَةَ ، وَإِذَا نَاسٌ يُصَلُّونَ فِي الْمَسْجِدِ صَلاةَ الضُّحَى ،
فَسَأَلْنَاهُ عَنْ صَلاتِهِمْ - فَقَالَ : بِدْعَةٌ
( ج ) الأَحَادِيثُ الَّتِي تُفِيدُ انْقِسَامَ
الْبِدْعَةِ إِلَى الْحَسَنَةِ وَالسَّيِّئَةِ ، وَمِنْهَا مَا رُوِيَ مَرْفُوعًا
: " مَنْ سَنَّ سُنَّةً حَسَنَةً ، فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا إِلَى
يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَمَنْ سَنَّ سُنَّةً سَيِّئَةً ، فَعَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ
مَنْ عَمِلَ بِهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " (2)
.
( ج
) الأَحَادِيثُ الَّتِي تُفِيدُ انْقِسَامَ الْبِدْعَةِ إِلَى الْحَسَنَةِ وَالسَّيِّئَةِ
، وَمِنْهَا مَا رُوِيَ مَرْفُوعًا : " مَنْ سَنَّ سُنَّةً حَسَنَةً ، فَلَهُ
أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا
(1)حديث
عمر في التراويح أخرجه البخاري ( الفتح 4 / 250 ـ ط السلفية
) .
(2)قول
ابن عمر في صلاة الضحى . أخرجه البخاري ( الفتح 3 / 599
) .